mytiger
منتديات MYTIGER
كل عام وسيادتكم بخير و اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك وبالك وان يفرج همك وغمك ويذهب عنك كل حزن ومرض وفاقة وهم وغم وضيق وكرب ويكرمك في الدنيا والآخرة ويرفع قدرك في الدنيا والآخرة وان يسبل عليك ستره وان يسبغ عليك نعمه كلها ظاهرة و باطنه ما علمنا منها وما لم نعلم وان يدخلك الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب يا رب العالمين
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتدياتMYTIGER ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
وشكراً لتعطيرك المنتدى بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة
mytiger
منتديات MYTIGER
كل عام وسيادتكم بخير و اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك وبالك وان يفرج همك وغمك ويذهب عنك كل حزن ومرض وفاقة وهم وغم وضيق وكرب ويكرمك في الدنيا والآخرة ويرفع قدرك في الدنيا والآخرة وان يسبل عليك ستره وان يسبغ عليك نعمه كلها ظاهرة و باطنه ما علمنا منها وما لم نعلم وان يدخلك الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب يا رب العالمين
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
منتدياتMYTIGER ترحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منا
وشكراً لتعطيرك المنتدى بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا أجمل المنى وأزكى التحيات والمحبة
mytiger
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

mytiger

برامج.العاب.افلام.اغانى.شرح برامج
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المنتدى تحت التطوير حاليا
مرحبا بكم فى MYTIGER

شاطر|
بيانات كاتب الموضوع
الاستغاثة بسيد الخلق
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مدير عام المنتديات
الرتبه:
مدير عام المنتديات
الصورة الرمزية

اشرف فتح الباب

البيانات
نقاط : 2081
تاريخ التسجيل : 02/10/2012
المزاج : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

موضوع: الاستغاثة بسيد الخلق  الاستغاثة بسيد الخلق  Icon_minitime1الأحد نوفمبر 18, 2012 10:44 pm






[size=24][b]شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ويليه الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة كلاهما لخادم السنة وقامع البدعة فقيد الإسلام الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني رئيس محكمة الحقوق العليا ببيروت سابقا الفضل الثالث في بعض ما قاله أئمة العلماء وأثبتوا به مشروعية الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم قال الإمام ابن حجر في الجوهر المنظم: من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالم قبله وصار بها بين أهل الإسلام مثلة أنه أنكر الاستغاثة والتوسل به صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك كما أفتى به، بل التوسل به حسن في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في الدنيا والآخرة. فمما يدل لطلب التوسل به صلى الله عليه وسلم قبل خلقه وأن ذلك هو سير السلف الصالح الأنبياء والأولياء وغيرهم، فقول ابن تيمية ليس له أصل من افترائه: ما أخرجه الحاكم
ص 137
وصححه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ولما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما غفرت لي. قال الله يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟. قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال له صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك، والمراد بحقه صلى الله عليه وسلم رتبته ومنزلته لديه تعالى، أو الحق الذي جعله الله سبحانه وتعالى له على الخلق، أو الحق الذي جعله الله تعالى بفضله له عليه كما في الحديث الصحيح قال فما حق العباد على الله لا الواجب ; إذ لا يجب على الله تعالى شيء، ثم السؤال به صلى الله عليه وسلم ليس سؤالا له حتى يوجب اشتراكا، وإنما هو سؤال الله تعالى بمن له عنده قدر على ومرتبة رفيعة وجاه عظيم. فمن كرامته صلى الله عليه وسلم على ربه أن لا يخيب السائل به والمتوسل إليه بجاهه، ويكفي في هوان منكر ذلك حرمانه إياه. وفي حياته صلى الله عليه وسلم ما أخرجه النسائي والترمذي وصححه أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله لي أن يعافيني، فقال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك قال فادعه وفي رواية ليس لي قائد وقد شق على فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه في وصححه أيضا البيهقي وزاد، فقام وقد أبصر وفي رواية اللهم شفعة في، وشفعني في نفسي وإنما علمه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يدع له لأنه أراد أن يحصل منه التوجه وبذل الافتقار والانكسار والاضطرار مستغيثا به صلى الله عليه وسلم ليحصل له كما مقصوده، وهذا المعنى حاصل في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم ; ومن ثم استعمل السلف هذا الدعاء في حاجاتهم بعد موته صلى الله عليه وسلم، وقد علمه عثمان بن حنيف الصحابي راويه لمن كان له حاجة عند عثمان بن عفان زمن إمارته بعده صلى الله عليه وسلم وعسر عليه قضاؤها منه وفعله فقضاها، رواه الطبراني والبيهقي وروى الطبراني بسند جيد أنه صلى الله عليه وسلم ذكر في دعائه بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ولا فرق بين ذكر التوسل والاستغاثة والتشفع والتوجه به صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء وكذا الأولياء، وذلك لأنه ورد جواز التوسل بالأعمال كما في حديث الغار الصحيح مع كونها أعراضا فالذوات الفاضلة أولى، ولأن عمر بن الخطاب
ص 138
رضي الله عنه توسل بالعباس رضي الله عنه في الاستسقاء ولم ينكر عليه، وكأن حكمة توسله به دون النبي صلى الله عليه وسلم وقبره إظهار غاية التواضع لنفسه، والرفعة لقرابته صلى الله عليه وسلم، ففي توسله بالعباس توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وزيادة. لا يقال لفظ التوجه والاستغاثة يوهم أن المتوجه والمستغاث به أعلى من المتوجه والمستغاث إليه لأن التوجه من الجاه وهو علو المنزلة، وقد يتوسل بذي الجاه إلى من هو أعلى جاها منه،
الاستغاثة
طلب الغوث والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره وإن كان ذلك الغير أعلى منه. فالتوجه والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وبغيره ليس لهما معنى في قلوب المسلمين غير ذلك ولا يقصد بهما أحد منهم سواه فمن لم ينشرح صدره لذلك فليبك على نفسه، نسأل الله العافية، والمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم واسطة بينه وبين المتسغيث فهو سبحانه مستغاث به والغوث منه خلقا وإيجادا، والنبي مستغاث والغوث منه سببا وكسبا ومستغاث به مجازا، وبالجملة فإطلاق لفظ الاستغاثة لمن يحصل منه غوث ولو سببا وكسبا أمر معلوم لا شك فيه لغة ولا شرعا فلا فرق بينه وبين السؤال لا سيما مع ما نقل أن في حديث البخاري رحمه الله تعالى في الشفاعة يوم القيامة فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد يكون معنى التوسل به صلى الله عليه وسلم طلب الدعاء منه إذ هو حي يعلم سؤال من يسأله وقد صح في حديث طويل: إن الناس أصابهم قحط في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتاه صلى الله عليه وسلم في النوم وأخبره أنهم يسقون فكان كذلك، وفيه ائت عمر فاقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس: أي الرفق لأنه رضي الله عنه كان شديدا في دين الله فأتاه فأخبره فبكى، ثم قال يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه. وفي رواية أن رائي المنام بلال بن الحارث المزني الصحابي رضي الله عنه. فعلم أنه صلى الله عليه وسلم بطلب منه الدعاء بحصول الحاجات كما في حياته لعلمه بسؤال من سأله كما ورد مع قدرته على التسبب في حصول ما سئل فيه بسؤاله وشفاعته صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل، وأنه صلى الله عليه وسلم يتوسل به في كل خير قبل بروزه لهذا العالم وبعده في حياته وبعد وفاته، وكذا في عرصات القيامة فيشفع إلى ربه، وهذا مما قام الإجماع عليه وتواترت به الأخبار. وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما
ص 139
أنه قال أوجى الله تعالى إلى عيسى صلوات الله على نبينا وعليه وسلامه: يا عيسى آمن بمحمد ومر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به، فلو لا محمد ما خلقت آدم، ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار، ولقد خلقت العرش على المساء فاضطرب، فكتبت عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن فكيف لا يتشفع ومتوسل بمن له هذا الجاه الوسيع والقدر المنيع عند سيده ومولاه المنعم عليه بما حباه به وأولاه انتهى كلام ابن حجر. وقال الإمام السبكي بعد ذكر حديث آدم الذي فيه أسألك بحق محمد لما غفرت لي وقول الله تعالى له وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك الحديث، هو حديث صحيح الإسناد رواه الحاكم. قال وذكر معه الحاكم حديث ابن عباس أوحى الله إلى عيسى الخ. وقال الحاكم هذا حديث حسن صحيح الإسناد. قال الإمام السبكي بعد ما ذكر، وأما ما ورد من توسل نوع وإبراهيم وغيرهما من الأنبياء فذكره المفسرون واكتفينا عنه بهذا الحديث لجودته وتصحيح الحاكم له، وعبارة حجر السابقة وإن كانت كافية وافية فلا بأس من ذكر بعض ما ذكره الإمام السبكي وإن تكرر بعضه مع ما تقدم عن ابن حجر رحمهم الله تعالى لأنه نقل كثيرا من عباراته وإن لم بنسب بعضها إليه. قال الإمام السبكي: اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين، والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال قبل خلقه وبعده في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة، وهو على ثلاثة أنواع: أن يتوسل به صلى الله عليه وسلم بمعنى أن طالب الحاجة يسأل الله تعالى به أو بجاهه أو ببركته، فيجوز ذلك في الأحوال الثلاثة، وقد ورد في كل منها خبر صحيح، ولا فرق في المعنى بين أن يعبر عنه بلفظ التوسل أو الاستغاثة أو التشفع والداعي بذلك متوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه جعله وسيلة لإجابة الله دعاءه ومستغيث به صلى الله عليه وسلم لأنه استغاث الله تعالى به صلى الله عليه وسلم على ما يقصده ومستشفع به صلى الله عليه وسلم لأنه سأل الله بجاهه صلى الله عليه وسلم، والمقصود جواز أن يسأل العبد الله تعالى بمن يقطع أن له عند الله تعالى قدرا ومرتبة، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم له عند الله تعالى قدر على ومرتبة رفيعة وجاه عظيم، وفي العادة أن من كان له عند الشخص قدر بحيث إنه إذا شفع عنده قبل شفاعته، فإذا
ص 140
انتسب إليه شخص في غيبته وتوسل بذلك يشفعه به وإن لم يكن حاضرا ولا شافعا ويكون ذلك المحبوب أو العظيم سببا للإجابة كما في الأدعية الصحيحة المأثورة أسألك بكل اسم لك، وأسألك بأسمائك الحسنى، وأسألك بأنك أنت الله، وأعوذ برضاك من سخطك، ومعافاتك من عقوبتك، وبك منك . وحديث الغار الذي فيه الدعاء بالأعمال الصالحة، وهو من الأحاديث الصحيحة المشهورة، فالمسؤول في هذه الدعوات كلها هو الله وحده لا شريك له، والمسؤول به مختلف، كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس سؤالا للنبي، بل سؤال لله تعالى به صلى الله عليه وسلم، وتارة يكون المسؤول به أعلى من المسؤول كما في قوله من سألكم بالله فأعطوه فالمسؤول به هنا هو الباري سبحانه وتعالى، والمسؤول هو بعض البشر، وتارة يكون المسؤول أعلى من المسؤول به كما في سؤال الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا شك أن للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا عنده تعالى، فمن قال أسألك بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا شك في جوازه وكذا إذا قال بحق محمد، والمراد بالحق الرتبة والمنزلة، والحق الذي جعله الله على الخلق، أو الحق الذي جعله الله بفضله له عليه كما في الحديث الصحيح الذي قال فيه فما حق العباد على الله وليس المراد بالحق الواجب فإنه لا يجب على الله تعالى شيء، ثم ذكر أحاديث الشفاعة والتجاء الناس إلى الأنبياء. قال: وفي التجاء الناس إلى الأنبياء في ذلك اليوم أدل دليل على التوسل بهم في الدنيا والآخرة ; وأن كل مذنب يتوسل إلى الله عز وجل بمن هو أقرب إليه منه وهذا لم ينكره أحد ولا فرق بين أن يسمى ذلك تشفعا أو توسلا أو استغاثة ; وليس ذلك من باب تقرب المشركين إلى الله تعالى بعبادة غيره فإن ذلك كفر، والمسلمون إذا توسلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء والصالحين لم يعبدوهم ولا أخرجهم ذلك عن توحيدهم لله تعالى وأنه هو المنفرد بالنفع والضر، وإذا جاز ذلك جاز قول القائل: أسأل الله تعالى برسوله لأنه سائل لله تعالى لا لغيره انتهت. وقد جمعت ذلك من أماكن متفرقة من كتاب الإمام السبكي [شفاء السقام: في زيارة خير الأنام عليه الصلاة والسلام]، وهو مشهور مطبوع من أراده فليراجعه. وقال السيد السمهودي في خلاصة الوفا: ولا فرق في ذلك بين التعبير بالتوسل أو الاستغاثة أو التوجه به صلى الله عليه وسلم في الحاجة، وقد يكون ذلك بمعنى طلب أن يدعو كما في حال الحياة، إذ هو غير ممتنع مع علمه بسؤال من يسأله صلى الله عليه وسلم ا ه‍، وتقدم مثله في كلام ابن حجر.
ص 141
استغاثة المستغيثين به صلى الله عليه وسلم تجئ على معنيين
فقد ظهر من هذا أن استغاثة المستغيثين به صلى الله عليه وسلم تجئ على معنيين: أحدهما أن يسأل المستغيث الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بجاهه أو بحقه أو ببركته أن يقضي حاجته، فالمستغيث على هذا هو الذي يدعو الله تعالى ويجعل واسطة القبول عنده عز وجل نبيه الأعظم وحبيبه الأكرم صلى الله عليه وسلم. والمعنى الثاني أن يسأل المستغيث النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو الله تعالى وليسأله قضاء حاجته لأنه حي في قبره كما يسأله الناس الشفاعة يوم القيامة فيشفع لهم، وكما سأله الناس في حياته الدنيوية الدعاء بالاستسقاء وغيره فدعا لهم بالسقيا وغيرها فاستجاب الله له، وجميع الاستغاثات الواقعة في كتابي هذا لا تخلو عن هذين المعنيين، ورأيت في كتاب [جمع الأسرار: في منع الأشرار، عن الطعن في الصوفية الأخيار] لسيدي العارف بالله الشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله عنه ما نصه: وسئل العلامة الشهاب الرملي الشافعي رحمه الله تعالى عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد. يا شيخ فلان ونحو ذلك. فأجاب بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام والأولياء والعلماء والصالحين جائزة. قال الشيخ عبد الغني. يقول مصنف هذه الرسالة يشير إليه. يعني جواز التوسل والاستغاثة قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة). قال الشيخ الرملي. وللرسل والأنبياء إغاثة بعد موتهم، لأن معجزة الأنبياء وكرامة الأولياء لا تنقطع بعد موتهم. أما الأنبياء فإنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار، فتكون الإغاثة منهم معجزة لهم، والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار. وأما الأولياء فهي كرامة لهم انتهى كلام الرملي وقد ذكر الشيخ عبد الغني بعدها فتوى من العلامة الإمام الشيخ عبد الحي الشرنبلالى الحنفي من جملتها قوله رحمه الله تعالى: وأما التوسل بالأنبياء والأولياء فجائز، إذ لا يشك في مسلم أنه يعتقد في سيدي أحمد أو غيره من الأولياء أن له إيجاد شيء من قضاء مصلحة أو غيرها إلا بإرادة الله تعالى وقدرته، والمسلم متى أمكن حمل كلامه على معنى صحيح سالم من التكفير وجب المصير إليه ا ه‍ كلام الشرنبلالى، ثم نقل الشيخ عبد الغني رضي الله عنه فتوى الشيخ سليمان الشبرخيتى المالكي بذلك وأتبعها بفتوى الشمس الشوبرى الشافعي التي قدمتها في أواخر الباب الأول من هذا الكتاب، وقال بعدها: وهذه صورة ما أجاب به الإمام الهمام الشيخ محمد الخليلي الشافعي، وذكر فتواه بطولها إلى أن قال الخليلي رحمه
ص 142
الله: واعلم أن الاعتراض على القوم. يعني الصوفية مما يوجب الخذلان فيوقع فاعله في واد من الخسران كما نص على ذلك العلامة ابن حجر من أئمتنا، فمن اعترض عليهم يخشى عليه سوء الخاتمة كما وقع لكثير من الناس أنهم مقتوا بذلك ولم يفلحوا (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا). قال الشيخ الخليلي وأما قوله، يعني المعترض إنه لا يجوز التوسل بالأنبياء والأولياء، فهذا كذب وافتراء. وقد نص أئمتنا على أنه يجوز التوسل بأهل الخبر والصلاح، ولا يظن عامي من العوام فضلا عن الخواص أن نحو سيدي أحمد البدوي يحدث شيئا في الكون، وإنما يرون أن رتبتهم تقصر عن السؤال من الله تعالى، فيتوسلون بمن ذكر تبركا بهم كما لا يخفى. قال رحمه الله: إذا علمت ذلك علمت أن التوسل بالأنبياء والأولياء جائز وارد عن السلف والخلف سواء كانوا أحياء أم أمواتا ; ولا ينكر ذلك إلا من ابتلى بالحرمان أو سوء العقيدة، نعوذ بالله منه ومن سيرته فجميع ما قاله مردود عليه ووجب أن لا يعول عليه. وقال العارف النابلسي قبل ذلك في كتابه المذكور نقلا عن فتوى الشيخ الإمام العلامة أبي العز أحمد بن العجمي الشافعي الوفائي الأزهري ; وقول: يا سيدي أحمد أو يا شيخ فلان ليس من الاشراك لأن القصد التوسل والاستغاثة. قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) ا ه‍.
الفصل الرابع في توضيح هذه المسألة يقول جامعه الفقير يوسف النبهاني عفا الله عنه: اعلم أن جميع المسلمين الزائرين والمستغيثين بعباد الله الصالحين ولا سيما الأنبياء والمرسلين خصوصا سيدهم الأعظم صلى الله عليه وسلم هم مع كمال تعظيمهم لأولئك السادات بالزيارات والاستغاثات يعلمون أنهم من جملة عبيد الله تعالى لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم من دون الله تعالى ضرا ولا نفعا ولكنهم أحب عبيده تعالى إليه وأقربهم زلفى لديه، وهو سبحانه قد اتخذهم ولا سيما المرسلين منهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ دينه وشرائعه، فاتخذهم خلقه المجيبون لدعوتهم المصدقون بنبوتهم وصفوتهم وسائط إليه في غفران زلاتهم وقضاء حاجاتهم لعلمهم بأن المناسبة بينهم وبينه تعالى أقوى بكثير من المناسبة بين غيرهم وبينه عز وجل وإن كانوا كلهم عبيده تعالى ; فإذا علم ذلك يعلم يقينا أن تعظيمهم وتوقيرهم والتوسل بهم إليه تعالى فضلا عن كونه
ص 143
لا يخل بتوحيده سبحانه وتعالى هو من لباب توحيده وخالص دينه وأحسن أنواع عباداته عز وجل، فكيف يقال مع هذا إن تعظيمهم يخل بالتوحيد، هذا والله عكس الموضوع، ولا يقدم على القول به مسلم موفق، فالحمد الله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه ولو حصل من المخالفين أدنى تدقيق لعرفوا أنفسهم على الباطل بشذوذهم عن السواد الأعظم، وهو جمهور أمته صلى الله عليه وسلم حتى إن العلم بهذه المسألة: أي مشروعية السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم، ومثله الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة عند جميع العلماء والعوام من أهل الإسلام، حتى قال بعض أئمة المالكية كما نقله السبكي في [شفاء السقام] وابن حجر في [الجوهر المنظم] بكفر المانعين لذلك وإن كان هذا القول غير معتمد، وليس في شيء من الاستغاثة وشد الرحل ما يأباه العقل أو النقل، وحديث منه شد الرحال هو وارد في المساجد بالتصريح، ولا داعي إلى تعميمه في غيرها، وعبارته لا تفيد ذلك من جهة العربية، وهو غير صحيح من جهة الأحكام الشرعية، وتفصيل ذلك تقدم في الباب الأول، وكل ما أتوا به في هذا الباب من المحاذير والأوهام تأباه هذه الشريعة الحنيفية السمحة ولا يقتضيه دين الإسلام ولا يخفى على أحد من المسلمين، بل وغير المسلمين عنده أدنى إلمام بمعرفة هذا الدين المبين وأحوال من اتبعه من المؤمنين أن جمهور الأمة المحمدية من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والصوفية وغيرهم من الخواص والعوام من جميع مذاهب الإسلام، متفقون بالقول والفعل على استحسان الاستغاثة والتوسل والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى لقضاء الحوائج الدنيوية والأخروية، واستحباب شد الرحال، والسفر لزيارته صلى الله عليه وسلم من الأقطار البعيدة والقريبة حتى صار ذلك عندهم بمنزلة الأمور المعلومة من الدين بالضرورة بحيث لا يجهله ولا يتصور خلافه أحد، بل لا يتوهم خلافه ولا يتخيله كثير من طلبة العلم فضلا عن جمهور العامة الذين لا يخطر شيء من ذلك في بال أحد منهم، بل ولا يجوزون أنه يوجد مخالف من المسلمين في استحسان ذلك، وما زالت الأمة بحمد الله تعالى كذلك يتلقاه المتأخرون عن المتقدمين، ويعتقدون كما هو الواقع أن ذلك من أفضل الطاعات وأكمل القربات إلى أن شذ عنهم أقل من القليل من بعض العلماء أشهرهم في ذلك ابن تيمية وتلميذاه المذكوران، وكل المخالفين لو جمعوا في سالف الأعصار لا يجتمع منهم إلا شر ذمة في غاية القلة لو نسبناها إلى ذلك الجمهور الأعظم من علماء الأمة على اختلاف المذاهب والمشارب لوجدنا في مقابلة كل واحد من المخالفين ألوف ألوف من أولئك العلماء
ص 144
الأعلام فضلا عمن سواهم من الخواص والعوام، وهذا وحده كاف لظهور أن الحق مع السواد الأعظم الذي يجب إتباعه عند وقوع الخلاف كما ورد عن الشارع صلى الله عليه وسلم لامع تلك الشر ذمة الشاذة. وقد ورد في الحديث عن النبي المختار من شذ شذ في النار وكل عاقل صحبه أدنى توفيق إذا أعمل فكره قليلا يدرك أن الحق الواضح مع أولئك الجماهير والخطأ الفاضح مع ذلك النزر القليل مع أن ما قاله جماهير العلماء وعملوا به وشنعوا على مخالفه وعليه عمل الأمة من جواز الاستغاثة به والسفر لزيارته صلى الله عليه وسلم فيه تعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم الذي نحن مكلفون به شرعا من جانب الله تعالى تكليفا لا مندوحة عنه بل لا يصح ولا يتم الإيمان إلا به كما ورد ذلك في الكتاب والسنة واستفاض بين الأمة وما زعمته تلك الشر ذمة الشاذة فيه عدم الرعاية لجنابه الشريف وقدره المنيف صلى الله عليه وسلم، ولا ينفعهم ما يلقونه من الأوهام، ويغالطون به أنفسهم، ويلبسون به على العوام مما تأباه ذوو الأحلام، وتجل عن محاسن دين الإسلام، من أن ذلك شرك في تعظيم الملك العلام سبحانه وتعالى، فإن ذلك دليل على قصور الأفهام التي لبس عليها الشيطان وحيرها في هذا الشأن، حتى جعلهم يستنبطون في ذلك بحسب أوهامهم أحكاما تأباها هذه الشريعة السمحة، التي ليلها مثل نهارها، ولا يضل فيها إلا ضال، ويفهمون من بعض آياتها وأحاديثها عكس مقصود الشارع، ولا سيما فيما يتعلق بسيد الوجود وصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم، ويلبسون بذلك على الخلق، ويعتقدون خلاف الحقيقة والحق، ويخالفون هذه الأمة المحمدية التي لا تجتمع على ضلالة، وقد ألهمها الله تعالى بفضله رشدها وهداها إلى معرفة درجات التعظيم الواجب الله تعالى، وسادات عبيده الكرام الذين اصطفاهم من الأنام، ولا سيما حبيبه الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولا يشك عاقل بأن تعظيم خواص عبيد الله وأصفيائه من الأنبياء والأولياء في حياتهم وبعد مماتهم هو في الحقيقة تعظيم لله تعالى، ولا يفهم موفق أن في ذلك شركا مع الربوبية لأنهم عبيدة الطائعون وخدامه الصادقون، الذين قضوا أعمارهم في خدمته كما يحب ويرضى سبحانه وتعالى، وكانوا الوسائط بينه وبين خلقه في إرشادهم وهدايتهم وتبليغهم شرائعه وتعريفهم دينه وكيفية عبادته وما يجب له تعالى من أوصاف الكمال وما يستحيل عليه من أوصاف النقص، وبذلك امتازوا عن سائر عبيده عز وجل، وصاروا أقربهم وأحبهم إليه، فاستحقوا بذلك أن معظمهم الناس لا لذاتهم بل لعلمهم أن تعظيمهم إياهم هو من أجل تعظيم الله لهم، لهو
ص 145
تعظيم له سبحانه وتعالى، وليس هذا من العلوم الدقيقة التي تختص بها العلماء الأعلام ولا تدركها العوام، بل هو من الأمور التي تدرك بالبداهة، وقد جبلت عليها طبائع الناس عالمهم وجاهلهم، إذا استوى أدنى الناس عقلا وأكثرهم فضلا في معرفة أن إكرام عبيد السلطان وأتباعه وتعظيمهم هو من أحسن وجوه التقرب إليه لقضاء حوائجهم عنده، وكلما كان ذلك العبد أو التابع أقرب له وأحب إليه كان إكرامه وتعظيمه والتوسل به إليه أقرب في نجاح الحاجة وحصول المقصود، كما أنه يغضبه تحقير عبيده وأتباعه فيترتب على ذلك سخطه كما ترتب على تعظيمهم وإكرامهم رضاه، وهكذا الأمر هنا في تعظيم أنبياء الله تعالى وأصفيائه وخواص عبيده، فهو من أقوى أسباب رضاه تعالى كما أن تحقيرهم من أقوى أسباب غضبه عز وجل. واعلم أنه لا عبرة في المحاذير الموهومة التي ذكروها لأنها فضلا عن كونها لا مقبولة ولا معقولة هي إلى الآن في كل هذه الأعصار لم يحصل منها شيء، فلم يترتب على زيارتهم، والاستغاثة بهم دعوى الألوهية في أحد منهم من المستغيثين والزائرين، والحمد لله رب العالمين. وأنت إذا نظرت إلى كل فرد فرد من أفراد المسلمين عامتهم وخاصتهم لا تجد في نفس أحد منهم غير مجرد التقرب إلى الله تعالى لقضاء حاجاتهم الدنيوية والأخروية، بالاستغاثات والزيارات لأولئك السادات مع علمهم بأنهم عبيد الله تعالى ليس لهم من الأمر شيء فقلوب المسلمين وجوارحهم ولحمهم ودمهم مجبولة - والحمد لله - على توحيد الله تعالى واعتقاد أنه الفعال المطلق المستحق للتعظيم بالأصالة وحده لا شريك له، وتعظيمهم لسواه من خواص عبيده إنما يكون بقدر منزلة ذلك العبد عند الله تعالى بحسب ما علموه، فهم يعظمون حبيبه الأعظم صلى الله عليه وسلم أكثر من سائر الخلق لعلمهم أنه أحب عبيده تعالى إليه وأقربهم لديه، ثم يعظمون بعده الأنبياء المرسلين أكثر من غير المرسلين لأن درجاتهم في الفضل تلي درجته صلى الله عليه وسلم، ثم يعظمون بعدهم سائر الأنبياء أكثر من الأولياء لعلمهم بأنهم أفضل منهم عند الله تعالى، ثم يعظمون أهل بيته وأصحابه صلى الله عليه وسلم بحسب ما علموه من درجاتهم عند الله ورسوله، وكذلك سائر الأولياء يعظمونهم بحسب ما ثبت في نفوسهم من قربهم من الله تعالى. أما آل النبي وأصحابه رضي الله عنهم، فقد جعلت لهم هذه القرابة والصحبة مزية (10 - شواهد الحق)
ص 146
امتازوا بها عند الله تعالى ورسوله عن سائر الأولياء تقتضي تعظيمهم لمجرد القرابة والصحابة وهم مع ذلك درجات بحسب ما عندهم من الفضل والتقوى ومحاسن الصفات. وأما الأولياء وهم المؤمنون المتقون والعلماء العالمون والغزاة المجاهدون فهم إنما يمتازون عن غيرهم بعلمهم وتقواهم وما فضلهم الله به من الكرامات وخوارق العادات، وما خدموا به هذه الشريعة المحمدية ونفعوا به الأمة الإسلامية من العلوم والمعارف والفتوحات والذب عن المسلمين والإسلام: بعضهم بحد القلم، وبعضهم بحد الحسام، فمتى ثبت عند المسلمين: إما بالمشاهدة أو التواتر أو نقل الثقات من المؤلفين وغيرهم أن فلانا كان من الأولياء العارفين أو من العلماء العاملين أو من المؤمنين الصالحين أو من الشهداء والمجاهدين يعظمونه بالزيارة والتوسل بحسب ما ثبت في نفوسهم من درجة قربه إلى الله تعالى وحسن طاعته لمولاه عز وجل، ولا يعظمون أحدا منهم لذاته أصلا ; فالتعظيم كله راجع لله تعالى فهو لا شك من جملة الطاعات له عز وجل التي يؤجرون عليها إن شاء الله تعالى، ولو فرضنا أن بعض أولئك المزارين ليس كما ظنه بهم الزائرون من الولاية والصلاح، فهم بذلك إنما والوا أولياء الله وأحبوهم في الله وهم يعلمون يقينا أنه لا أحد من خلق الله يستحق معه تعالى ذرة من التعظيم لذاته، بل ذلك كله راجع له سبحانه وتعالى بالأصالة، وهو من فضله الذي تكرم عليهم بالأوصاف الجميلة التي ميزهم بها عن سائر عبيده، فنالوا منهم لأجله ذلك التكريم والتعظيم وخلع عليهم حلل كرامته في حياتهم وبعد مماتهم وفي دنياهم وآخرتهم وهو البر الكريم ; فمن حاول من تلك الشر ذمة الشاذة شر ذمة ابن تيمية أن لا يعظم أحدا من خواص عبيد الله الصالحين زاعما أن ذلك يخل بتعظيم الله تعالى فقد خالف الحق وعكس الحقيقة وتعدى برأيه الفاسد على حقوق الله تعالى وأخل بذلك في تعظيمه اللائق بأوصاف ربوبيته وسيادته المطلقة، وأراد أن يحجر عليه عز وجل اختياره المطلق في تخصيص من شاء من الأصفياء عبيده بالأوصاف الجميلة التي تقربهم إليه وتحمل الناس على تعظيمهم لأجله والتوسل بهم لديه سبحانه وتعالى وبعكس حب المسلمين لأولياء الله تعالى بغضهم لأعدائه عز وجل، فتراهم يبغضونه أحياء وأمواتا وما ذاك إلا محبة في الله تعالى، وهم مكلفون شرعا بموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه سبحانه وتعالى، وكم من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وردت في ذلك دلت على كثرة اعتناء الشارع بالحب في الله والبغض في الله كما وردت آيات وأحاديث كثيرة في الثناء على أنبياء الله تعالى وعباده الصالحين، ولا سيما حبيبه الأعظم صلى الله عليه وسلم، أليس ذلك من تعظيم الله تعالى لهم حبه إياهم ; كما
ص 147
أن ما ورد من الآيات والأحاديث في ذم أعدائه تعالى هو تحقير من الله تعالى لهم. أليس من تمام طاعته تعالى أن نعظم ونحب أصفياءه الذين أثنى عليهم وعظمهم، ونحقر ونبغض أعداءه الذين ذمهم وحقرهم؟ أليس هو تعالى الذي دلنا بالثناء على أوليائه على رعايته لهم وعلو مقامهم عنده ومحبته إياهم، فإذا عظمناهم وتقربنا وتشفعنا وتوسلنا بهم إليه لقضاء حوائجنا الدنيوية والأخروية مع اعتقادنا الجازم الذي لا يعتريه خلل ولا يشوبه خطأ ولا زلل أنهم عبيده، وليس لهم معه من الأمر شيء، وأنه تعالى يشفع من شاء منهم ويرد شفاعة من شاء (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ولا يجب عليه تعالى لأحد شيء، وإنما هو من فضله أثنى عليهم في كتابه وأثنى عليهم نبيه صلى الله عليه وسلم في أحاديثه ببيان أوصافهم الجميلة، وهي كلها ترجع إلى صدق عبوديتهم لله تعالى وحسن خدمتهم له عز وجل فعظمناهم لذلك واتخذناهم وسائط لقضاء حوائجنا عنده لكونهم وإن شاركونا في أصل العبودية له تعالى، فقد امتازوا عنا بما تفضل الله عليهم به من الرسالة والنبوة والولاية وكثرة العلم والعمل والمعرفة والطاعات وسائر الخدمات التي تليق به تعالى أنكون بذلك قد أشركنا بعبادته تعالى، أو نكون قد أطعناه سبحانه وتعالى بتعظيم من عظم الله واحتقار أنفسنا عن أن نكون أهلا لطلب حوائجنا منه تعالى بلا واسطة لكثرة ذنوبنا وتقصيرنا في طاعة مولانا عز وجل ولذلك اتخذنا أفضل عبيدة وسائل إليه لنوال فضله، فهذا لا يشك عاقل بأنه من حسن الأدب مع الله تعالى الذي يترتب عليه رضاه، والحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. واعلم أن هذه الشر ذمة الشاذة التي تمنع من ذلك هي توافق جمهور العلماء والمسلمين في أن الأنبياء الله تعالى وأوليائه خصوصية عند الله تعالى امتازوا بها عن سائر الناس في حياتهم ويوم القيامة وأنه يجوز الاستغاثة والتوسل والاستشفاع بهم إلى الله تعالى في هاتين الحالتين لورود الأحاديث الصحيحة بذلك، ويسلمون حياة الأنبياء في قبورهم لصحة الأحاديث الكثيرة بها ; ولكن يقولون إنها حياة برزخية دون حياة الدنيا والآخرة، ويسلمون أن لأرواح الأولياء بل لأرواح سائر المؤمنين وغيرهم اتصالا بأجسامهم في قبورهم وأنها تزورها في بعض الأحيان وأنهم يعلمون بمن يزورهم، وأن الميت يتأذى مما يتأذى منه الحي، ولذلك حرم الجلوس على القبور والمشي عليها لورود الأحاديث الصحيحة بذلك، وأنه يستحب زيارة القبور ومخاطبة الأموات بما ورد في الأحاديث الصحيحة من قول الزائر: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإذا كان الأمر كذلك فلم
ص 148
لا يجوز التوسل والاستغاثة والاستشفاع بأصحاب الخصوصيات منهم الأنبياء والأولياء بعد مماتهم كما جاز قبل ذلك في حياتهم وبعد ذلك يوم القيامة، والله تعالى في جميع المواطن الثلاثة هو الله تعالى وحده لا شريك له وهم خواص عبيده الذين جاز التوسل بهم إليه تعالى من قبل ومن بعد فلم لا يجوز في البين، وتعظيمهم لأجله هو في الحقيقة راجع إليه تعالى، ولا وجه لذم من فعله والاعتراض عليه وأي محذور في ذلك كما زعموه ونحن من أول الإسلام إلى الآن لم نسمع بأحد من المسلمين اعتقد الألوهية في واحد من الأنبياء والصالحين بعد موتهم بل الذين ضل بهم بعض الناس منهم واعتقدوا فيهم الألوهية كسيدنا عيسى عليه السلام من أنبياء الله وسيدنا على رضي الله عنه من أوليائه تعالى. إنما ضلوا بهم في حياتهم لما شاهدوه منهم من خوارق العادات واستمر بهم ذلك الضلال إلى ما بعد، فأصل ضلالهم لم يقع منهم من زيارتهم للقبور واستغاثتهم بهم بل وقع في حياتهم كما علمت، والمخالفون لا يمنعون الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والسفر لزيارتهم في حياتهم، فظهر أن المحذور الذي ذكروه لا يعول عليه ولا يلتفت إليه، وأن زعمهم الفرق بين الحياة والممات ويوم القيامة هو في غير محله، إذ هذا الفرق إنما هو بحسب ما عندهم. وأما الله تعالى الذي اختص خواص عبيده بما اختصهم به من الأوصاف الجميلة التي أجلها صدق عبوديتهم وحسن عبادتهم له تعالى فلا فرق عنده بين هذه المواطن الثلاثة قد استوى عنده عز وجل رضاه عنهم ومحبته إياهم في حياتهم ومماتهم ويوم القيامة مع أن صفاء أرواحهم الطاهرة بعد الممات لا ينكره إلا جاهل أو مكابر. واعلم أن جميع المسلمين على علم يقيني بأن الله تعالى هو السيد المطلق للخلائق أجمعين وكلهم عبيده، قد اشترك في وصف العبودية له عز وجل أتقاهم وأشقاهم، ولكنهم فيها درجات، فأشدهم عبودية له تعالى الأنبياء والملائكة لأن معرفتهم بعظمته وجلاله أشد من معرفة من هو دونهم، وهم أيضا درجات أعظمهم درجة وأعلاهم في العبودية رتبة سيدنا محمد سيد عبيد الله وأحبهم إليه وأفضلهم من كل الوجوه لديه، وتلي رتبته صلى الله عليه وسلم في العبودية رتب الأنبياء ورؤساء الملائكة ثم عوامهم وأولياء الموحدين، ثم سائر المؤمنين بحسب درجاتهم في التقوى ومعرفة الله تعالى ; وأدنى الناس في مراتب العبودية الكفار الذين أشركوا بالله تعالى فلم يخلصوا عبوديتهم له بل زعموا أنهم عبيد غيره سبحانه وتعالى، وإن كان لسان حالهم يكذبهم كعباد الأصنام وعباد المسيح عليه السلام. إذا علمت ذلك تعلم أن قلة الشرف للخلق وزيادته بحسب قلة وصف العبودية فيهم
ص 149
وزيادته، فكلما كانت العبودية أقوى كان الشرف أعلى، ومن هنا يظهر جليا أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم إنما ساد الخلق على الإطلاق بعد الملك الخلاق بعلو درجته وارتفاع نزلته وسمو مرتبته في العبودية لله تعالى فهو العبد الخالص الذي لم يشم رائحة الألوهية وكذلك سائر الأنبياء ووراثهم الأولياء إلا أنه صلى الله عليه وسلم أمكنهم في ذلك، وقد حماه الله تعالى من أن يدعى فيه الألوهية أحد من الناس كما ادعوها في سيدنا عيسى عليه السلام وعلي رضي الله عنه مع أنه صلى الله عليه وسلم قد ظهر له من المعجزات والفضائل وخوارق العادات ما لم يشاركه فيه أحد، وهذه أمته صلى الله عليه وسلم مع شدة محبتها له أكثر من محبة سائر الأمم لأنبيائهم لم نسمع بأحد قط منهم ادعى فيه صلى الله عليه وسلم الألوهية من عهده إلى الآن. فتبين أن المحاذير التي تخيلها ابن تيمية وجماعته لا يلتفت إليها ولا يعول عليها على أنه لم يحصل على شيء منها، وإنما هي مجرد خيالات وأوهام لا ينبني عليها أحكام، والأحاديث التي استدلوا بها لذلك إنما حملوها على غير محاملها كما ذكره العلماء ونقلته عنهم في مواضعه من هذا الكتاب.
فائدة مهمة
قال العارف الكبير الشهير سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه في [المنن الكبرى]: سمعت سيدي عليا الخواص رضي الله عنه يقول: إياكم أن تسألوا في حوائجكم الأولياء الذين ماتوا فإن غالبهم لا تصرف له في القبر، وأما غير الغالب: كالإمام الشافعي رضي الله عنه، والإمام الليث رضي الله عنه، وسيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وأضرابهم فربما جعل الله تبارك وتعالى لهم التصريف في قبورهم بحسب صدق من توجه إليهم. قال: أي الخواص رضي الله عنه، وقد استدارت أبواب جميع الأولياء رضي الله تعالى عنهم لتغلق وما بقي مفتوحا إلا باب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وزاده فضلا وشرفا لديه، فمن كان له حاجة فليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة بتوجه تام، ثم يسأله في قضاء حاجته فإنها تقضى إن شاء الله تعالى.
تتمة
أذكر فيها كلام بعض أئمة العلماء والأولياء في زيارة قبور الصالحين والانتفاع بزيارتهم وصفاء أرواحهم بعد مماتهم قال سيدي العلامة السيد أحمد دحلان رحمه الله تعالى في كتابه [تقريب الأصول لتسهيل الوصول] قد صرح كثير من العارفين أن الولي بعد وفاته تتعلق روحه بمريديه فيحصل لهم ببركته أنوار وفيوضات. قال: وممن صرح بذلك قطب الإرشاد سيدي عبد الله بن علوي الحداد، فإنه قال رضي الله عنه: الولي يكون اعتناؤه بقرابته واللائذين به بعد موته أكثر
ص 150
من اعتنائه بهم في حياته لأنه في حياته كان مشغولا بالتكليف وبعد موته طرح عنه الأعباء وتجرد، والحي فيه خصوصية وبشرية، وربما غلبت إحداهما الأخرى وخصوصا في هذا الزمان فإنها تغلب البشرية، والميت ما فيه إلا الخصوصية فقط. وقال القطب الحداد أيضا: إن الأخيار إذا ماتوا لم تفقد منهم إلا أعيانهم وصورهم، وأما حقائقهم فموجودة، فهم أحياء في قبورهم، وإذا كان الولي حيا في قبره فإنه لم يفقه شيئا من علمه وعقله وقواه الروحانية بل تزداد أرواحهم بعد الموت بصيرة وعلما وحياة روحانية وتوجها إلى الله تعالى، فإذا توجهت أرواحهم إلى الله تعالى في شيء قضاه سبحانه وتعالى وأجراه إكراما لهم، وهذا معنى قول بعضهم: إن لهم التصرف، فالتصرف الحقيقي الذي هو التأثير والخلق والإيجاد لله تعالى وحده لا شريك له، ولا تأثير للولي ولا غيره في شيء قط لا حيا ولا ميتا، فمن اعتقد أن للولي أو غيره تأثيرا في شيء فهو كافر بالله تعالى، فأهل البرزخ من الأولياء في حضرة الله تعالى ; فمن توجه إليهم وتوسل بهم فإنهم يتوجهون إلى الله تعالى في حصول مطلوبه، فالتصرف الحاصل منهم هو توجههم بأرواحهم إلى الله تعالى والتصرف الحقيقي لله وحده، فالواقع منهم من جملة الأسباب العادية التي لا تأثير لها، وإنما يوجد الأمر عندها لا بها على حسب ما أجراه الله تعالى من العوائد ا ه‍. ثم ذكر في كتابه المذكور شيئا من كلام سيدي أبي المواهب الشاذلي، ومنه قوله سمعت شيخنا أبا عثمان المغربي رضي الله عنه يقول: إذا زار الإنسان قبر الولي فإن ذلك الولي يعرفه، وإذا سلم عليه يرد عليه السلام وإذا ذكر الله على قبره ذكر معه لا سيما إن ذكر لا إله إلا الله فإنه يقوم ويجلس معه متربعا ويذكر معه، ثم قال الشيخ أبو المواهب رضي الله عنه: وحاشا قلوب العارفين أن تخبر بغير فهم، ومعلوم أن الأولياء أحياء في قبورهم إنما ينقلون من دار إلى دار، فحرمتهم أموات كحرمتهم أحياء، والأدب معهم بعد موتهم كالأدب معهم حال الحياة وفي حال الموت، وإذا مات الولي صلى عليه جميع أرواح الأنبياء والأولياء. قال: وعلى هذا الذي ذكره شيخنا قول صاحب الحقائق والدقائق حاشا الصوفي أن يموت. وكان الشيخ أبو المواهب رضي الله عنه أيضا يقول: من الأولياء من ينفع مريده الصادق بعد مماته أكثر مما ينفعه حال حياته، ومن العباد من تولى الله تعالى تربيته بنفسه بغير واسطة، ومنهم من تولاه بواسطة بعض أوليائه ولو ميتا في قبره فيربي مريده وهو في قبره ويسمع مريده صوته من القبر ولله عباد يتولى تربيتهم النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه من غير واسطة لكثرة صلاتهم عليه صلى الله عليه وسلم.
ص 151
قال الإمام فخر الدين الرازي في المطالب في الفصل الثالث عشر في بيان كيفية الانتفاع بزيارة القبور والموتى: إن الإنسان إذا ذهب إلى قبر إنسان قوي النفس كامل الجواهر ووقف هناك ساعة وحصل تأثير في نفسه حين حصل من الزائر تعلق بزيارة تلك التربة. فلا يخفى أن لنفس ذلك الميت تعلقا بتلك التربة أيضا، فحينئذ يحصل لنفس الزائر الحي ولنفس ذلك الإنسان الميت ملاقاة بسبب إجماعهما على تلك التربة، فصار هاتان النفسان شبيهتين بمرآتين صقيلتين متقابلتين بحيث ينعكس الشعاع من كل واحدة منهما إلى الأخرى، فكل ما حصل في نفس هذا الزائر الحي في المعارف والبراهين والعلوم الكسبية والأخلاق الفاضلة من الخشوع لله تعالى والرضا بقضاء الله تعالى ينعكس منه نور إلى روح ذلك الإنسان الميت، وكل ما حصل في ذلك الإنسان الميت من العلوم المشرقة والآثار القوية الكاملة ينعكس من نور إلى روح هذا الحي الزائر، وبهذه الطريقة تصير تلك الزيارة سببا لحصول تلك المنفعة الكبرى والبهجة العظمى لروح هذا الزائر، فهذا هو السبب والأصل في مشروعية الزيارة، ولا يبعد أن يحصل منها أسرار أخرى أدق وأخفى مما ذكرنا، وتمام الحقائق ليس إلا عند الله تعالى انتهى كلام الرازي. قال الشيخ أبو المواهب: قال بعض العارفين: وللأولياء عند زيارة الأولياء وقائع كثيرة تدل على اعتناء المزور بالزائر وتوجهه إليه بالكلية على قدر توجهه وقابليته، انتهى ما نقلته من [تقريب الأصول] للسيد أحمد دحلان رحمه الله تعالى. الباب الثالث في نقل كلام الإمام العلامة ناصر السنة في هذا الزمان سيدي السيد أحمد دحلان مفتي الشافعية في مكة المشرفة في كتابه [خلاصة الكلام: في بيان أمراء البلد الحرام] وله كتاب مستقل في الرد على الوهابية، ولكن كلامه في الكتاب المذكور كاف واف شاف، وها أنا أنقله برمته وإن تكرر بعضه مع ما تقدم في الباب الأول والثاني، وهو جامع لكل ما يلزم ذكره في هذا الشأن من إثبات الحق ودحض الأباطيل، ورد شبههم بأوضح بيان وأقوى دليل. قال رحمه الله تعالى: ذكر الشبه التي تمسك بها الوهابية: ينبغي أولا أن نذكر الشبهات التي تمسك بها ابن عبد الوهاب في إضلال العباد ; ثم نذكر الرد عليه ببيان أن
ص 152
كل ما تمسك به زور وافتراء وتلبيس على عوام الموحدين ; فمن شبهاته التي تمسك بها زعمه أن الناس مشركون في توسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وبغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين وفي زيارتهم قبره صلى الله عليه وسلم وندائهم له بقولهم: يا رسول الله نسألك الشفاعة، وزعم أن ذلك كله إشراك وحمل الآيات القرآنية التي نزلت في المشركين على الخواص والعوام من المؤمنين كقوله تعالى (فلا تدعوا مع الله أحدا) وقوله تعالى (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) وقوله تعالى (ولا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين) وقوله تعالى (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين) وقوله تعالى له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) وقوله تعالى (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير: إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير) وقوله تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا) وأمثال هذه الآيات كثير في القرآن كلها حملها على الموحدين. قال محمد بن عبد الوهاب: إن من استغاث أو توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه يكون مثل هؤلاء المشركين ويكون داخلا في عموم هذه الآيات، وجعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أيضا مثل ذلك، وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في اعتذارهم عن عبادة الأصنام: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) إن المتوسلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فإن المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئا، بل يعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) وقوله تعالى (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) فما حكم الله عليهم بالكفر والاشراك إلا لقولهم (ليقربونا إلى الله زلفى) فهؤلاء مثلهم هكذا احتج محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه على المؤمنين، وهي حجة باطلة فإن المؤمنين ما اتخذوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا الأولياء آلهة وجعلوهم شركاء















 الموضوع الأصلي : الاستغاثة بسيد الخلق // المصدر : mytiger // الكاتب:اشرف فتح الباب



الاستغاثة بسيد الخلق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

» الإستغاثة بسيد الخلق
» الإستغاثة بسيد الخلق
» الإستغاثة بسيد الخلق
» في حسن الخلق
» في سبب إقبال الخلق على علم الخلاف وتفصيل آفات المناظرة والجدل وشروط إباحتها

الكلمات الدليلية (Tags)
لا يوجد

الــرد الســـريـع
..
الرد السريع
هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة

خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
الاستغاثة بسيد الخلق , الاستغاثة بسيد الخلق , الاستغاثة بسيد الخلق , الاستغاثة بسيد الخلق , الاستغاثة بسيد الخلق , الاستغاثة بسيد الخلق
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ الاستغاثة بسيد الخلق ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا
>




مواضيع ذات صلة